الثلاثاء، ١ يونيو ٢٠١٠

تدريب

نقاط حاكمة فى الحوار

1- لا تستثار ولا تغضب ، فالحوار مداره على العقل ، والغضب يحجب العقل .
2- رتب أفكارك ، واجعل لها دليل من آية أو حديث أو حكمة أو مثال أو قصة أو حقيقة علمية .
3- احتفظ دائماً بالهدوء ورباطة الجأش والسمت الباسم .
4- أنصت وافهم ما يقال ، وتكلم عندما ينصت لك المحاور .
5- استجمع قواك ، وألق سمعك وبصرك وفؤادك لمحاورك طوال الحوار ، والإصغاء يحرك الحوار مثل الكلام ، وفيه يلتقط المحاور أفكاره وأفكار محاوره ويرتبها .
6- لا تستعدى محاورك بعبارات يفهم منها التنقيص أو التجهيل أو الاعتراض ، واختر العبارات المشجعة .
7- أشبع رغبة المحاور بالإعجاب بنفسه بمثل قولك : جميل .. ممتاز .. هايل .. سبحان الله .. رائع .. حكاية حلوة قوى .. فإن ذلك يجعله يأنس لك ، ويسترخى تحفزه نحوك ، ويتقبل منك .
8- دع المحاور يحكى ما تعرفه ولا تقاطعه لتخبره بما تعلم ، بل أريه أنك تسمع ذلك لأول مرة ، فمجموع حديثه محسوب عليه ، ورصيد النقاط ستحسب لك أن اقتنصتها من حديثه .
9- ليس كل ما يقوله المحاور يكون لصالحه ، فاثبت منه ما يخدم فكرتك .
10- لا تتحفز لالتقاط زلات المحاور فى ألفاظه أو فهمه أو جهله ، واحذر من إحراجه بذلك ، وتلطف فى استخدامها لصالح فكرتك فقط ، لأنك ترغب فى الحق ، لا تَخطئة المحاور .
11- من الآداب التسليم بنقاط الصواب التى يتوصل إليها المحاور ، وأخبره بموافقتك عليها أولاً بأول ، وحتى يسلم لك هو الآخر ويثق فى حوارك .
12- استمل محاورك لتوضيح ما هو لصالحك ، وقد يكون الحق معكما أو معه أو معك أو ليس معكما معاً .
13- ليست كل الأمور الإجابة عليها بنعم أو لا ، وليست الألوان بالأبيض والأسود فقط ، والحق له وجوه متعددة ، ولا نحاسب بالنيات فلا يعلمها إلا الله ، وحسن الطن إيمان وسوء الظن منهى عنه ، والإقرار بالحق واجب ، ورد الحق رذيلة .
14- الحذر من السير فى الحوار وراء فكرة فرعية أو مثال مضروب وترك أصل الموضوع فكم من حوار انتهى إلى غير ما طرح فى البداية ، فالحذر من السير فى سراديب الحوار .
15- النجاح فى ترتيب وتجميع الأفكار ، وليست العبرة فى طول الحديث وفخامة العبارة .
16- العلم بالحق والثبات والإصرار عليه يحقق الفوز ، فالتحلى بالصبر وعدم اليأس عُدة المحاور وشيمة الكبار .
17- لا تنهى الحوار دون أن تترك أثراً طيباً فى نفس المحاور ، سواء كان الحق معه أو معك ، اشكره ، وأثنى عليه ، وطيب خاطره ، لا تدعه يشعر بالإخفاق ، لا تظهر له شدة فرحك بالفوز .


آيات الحوار ونماذج قرآنية
 وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم  إبراهيم
 وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد  الحج
 وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن 
 ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله ، إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور * وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذا أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم ……  سورة إبراهيم من 5-13
 واضرب لهم مثل الرجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا * كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا ، وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفرا ……* ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربى لأجدن خير منها منقلبا * قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذى خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً * لكنا هو الله ربى ولا أشرك بربى أحدا * ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولدا * فعسى ربى أن يؤتينى خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقا * أو يصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلبا * وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهى خاوية على عروشها ويقول يا ليتنى لم أشرك بربى أحدا* 
الكهف من 32-42
 وهل أتاك حديث موسى إذا رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى …… إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى 
سورة طه من 9-73
 وإذا نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون * قال رب إنى أخاف أن يكذبون * ويضيق صدرى ولا ينطلق لسانى فأرسل إلى هارون ولهم علىّ ذنب فأخاف أن يقتلون * قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون * فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين * أن أرسل معنا بنى إسرائيل .. ... 
الشعراء من 10- 191
 واتل عليهم نبأ ابنى آدم إذا قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إلىّ يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين * إنى أريد أن تبوء بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاؤا الظالمين * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين * فبعث الله غراباً يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه ، قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين 
المائدة من 27-31


عوائق الحوار

1- الجهل بالموضوع من أى من المحاورين أو كلاهما .
2- النفس ( الكبر – حب الظهور – حب المدحة – حب الغلبة – الحسد )
3- عدم امتلاك أساليب الحوار ( التعبير واللغة ، آداب الحوار ، الجهل بالنفوس ومفاتيحها ، وأنماط الناس )
4- مناخ الحوار [ المكان ، الوقت ، الجو ، المناسبة ، وجود ضغائن ]
5- نفاذ الصبر وفقدان الطاقة .
6- القناعات الخاطئة المسبقة لدى المحاور وعدم تزحزحه عنها .
7- عدم الاتفاق والوضوح للمصطلحات .







نماذج من الحوار فى السيرة النبوية

فى وفود بلى إليه صلى الله عليه وسلم
روى ابن سعد عن رويقع بن ثابت البلوى رضى الله تعالى عنه أنه قال : قدم وفد من قومى فى شهر ربيع الأول سنة تسع فأنزلتهم فى منزلى ببنى جديلة ثم خرجت بهم حتى انتهينا إلى رسول الله  وهو جالس مع أصحابه فى الغداة فسلمت فقال " رويقع " فقلت : لبيك . فقال " من هؤلاء القوم ؟ " فقلت : قومى . قال : " مرحباً بك وبقومك " قلت : يا رسول الله قدموا و افدين عليك مقرين بالإسلام وهم على من وراءهم من قومهم . فقال رسول الله  : " من يرد الله به خيراً يهده للإسلام " قال : فتقدم شيخ الوفد أو الضبيب فقال : يا رسول الله إنا قدمنا عليك لنصدقك ونشهد أن ما جئت به حق ، ونخلع ما كنا نعبد ويعبد آباؤنا " . فقال رسول الله  : " الحمد لله الذى هداكم للإسلام فكل من مات على غير الإسلام فهو فى النار " . وقال له أبو الضبيب : يا رسول الله إنى رجل لى رغبة فى الضيافة فهل لى فى ذلك أجر " فقال رسول الله  " نعم وكل معروف صنعته إلى غنى أو فقير فهو صدقة " قال : يا رسول الله ما وقت الضيافة ؟ قال : " ثلاثة أيام فما بعد ذلك فصدقة ولا يحل للضيف أن يقيم عندك فيحرجك " . قال : يا رسول الله أرأيت الضالة من الغنم أجدها فى الفلاة من الأرض . قال : " لك ولأخيك أو لذئب " . قال : فالبعير . قال : " مالك وله ، دعه حتى يجده صاحبه " . [قال رويقع ] : وسألوا عن أشياء من أمر دينهم فأجابهم . ثم رجعت بهم إلى منزلى فإذا رسول الله  يأتى بحمل تمر يقول : " استعن بهذا التمر " . قال : فكانوا يأكلون منه ومن غيره . فأقاموا ثلاثاً ، ثم جاءوا رسول الله  يودعونه فأمر لهم بجوائز كما كان يجيز من كان قبلهم ثم رجعوا إلى بلادهم .

فى وفود بهراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

روى محمد بن عمر عن كريمة بنت المقداد رضى الله عنها قالت : سمعت أمى ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب تقول : قدم وفد بهراء من اليمن على رسول الله  وكانوا ثلاثة عشر رجلاً . فأٌبلوا يقودون رواحلهم حتى انتهوا إلى باب المقداد بن عمرو ، ونحن فى منازلنا ببنى حُدَيْلَة . فخرج عليهم المقداد فرحب وأنزلهم وقدم لهم جفنة من حَيْس . قالت ضباعة : كنا قد هيأناها قبل أن يحلوا لنجلس عليها ، فحملها المقداد وكان كريماً على الطعام . فأكلوا منها حتى نهلوا وردت إلينا القصعة وفيها شئ وجمع فى قصعة صغيرة ثم بعثنا بها مع سدرة مولاتى إلى رسول الله  فوجدته فى بيت أم سلمة فقال  : " ضباعة أرسلت بهذا ؟ " قالت سدرة : نعم يا رسول الله ، قال " ضعى " ثم قال : " ما فعل ضيف أبى مَعْبَد ؟ " قلت : عندنا . فأصاب منها رسول الله  هو ومن معه فى البيت حتى نهلوا وأكلت معهم سدرة . ثم قال : " اذهبى بما بقى إلى ضيفكم " قالت سدرة فرجعت بالقصعة إلى مولاتى . قالت : فأكل منها الضيف ما أقاموا . فرددها عليهم وما تَغِيض حتى جعل الضيف يقولون يا أبا معبد إنك لتنهلنا من أحب الطعام إلينا وما كنا نقدر على مثل هذا إلا فى الحين وقد ذكر لنا أن بلادكم قليلة الطعام إنما هى العُلْق أو نحوه ونحن عندما فى الشبع . فأخبرهم أبا عبيدة بخبر رسول الله  أنه أكل منها وردها وهذه بركة أصابعه . فجعل القوم يقولون نشهد أنه رسول وازدادوا يقيناً ، وذلك الذى أراد  فأتوه فأسلموا وتعلموا الفرائض وأقاموا أياماً . ثم جاءوا إلى رسول الله  يودعونه فأمر لهم بجوائز وانصرفوا إلى أهلهم .





فى وفود بنى تميم إليه صلى الله عليه وسلم
وروى الإمام أحمد عن الأقرع بن حابس ، وابن جرير بسند جيد ، وأبو القاسم البغوى ، والطبرانى بسند صحصح ، والترمذى وحسنه ، وابن أبى حاتم ، وابن المنذر عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال البراء : جاء رجل إلى رسول الله  وقال الأقرع إنه هو ، أتى رسول الله  فقال يا محمد اخرج غلينا ، فلم يجبه فقال : يا محمد إن حمدى لزين وإن ذمى لشين . فقال رسول الله  : " ذاك الله عز وجل " . فقالوا : إن أتيناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا . قال : قد أذنت لخطيبكم فليقل " فقام عطارد بن حاجب فقال :
" الحمد لله الذى له علينا الفضل وهو أهله ، الذى جعلنا ملوكاً ووهب لنا أموالاً عظاما ، نفعل فيها المعروف ، وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثره عدداً أيسره عدة ، فمن مثلنا فى الناس ؟ ألسنا برؤوس الناس وألوى فضلهم ؟ فمن فاخرنا فليتعدد مثل عددنا ، وإنا لو شئنا لأكثرنا الكلام ولكنا نستحى من الإكثار فيما أعطانا [ وإنا نعرف بذلك ] . أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا وأمر أفضل من أمرنا " . ثم جلس .
فقال رسول الله  لثابت بن قيس بن شماس أخى بنى الحارث بن الخزرج : " قم فأجب الرجل فى خطبته " . فقام ثابت فقال : " الحمد لله الذى السماوات والأرض خلقة ، قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ، ولم يك شيئاً قط إلا من فضله ، ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكاً ، واصطفى من خير خلقه رسولاً أكرمه نسباً ، وأصدقه حديثاً ، و أفضله حسباً فأنزل عليه كتابه ائتمنه على خلقه ، فكان خيرة الله من العالمين ، ثم دعا الناس إلى الإيمان به ، فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وزوى رحمه ، أكرم الناس أحساباً وأحسن الناس وجوهاً وخير الناس فعالاً ، ثم كان أول الخلق إجابة ، ,استجاب الله حين دعاه رسول الله نحن ، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله ، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ورسوله ، فمن آمن بالله ورسوله منع منّا ماله ودمه ومن كفر جاهدناه فى الله أبدا ، وكان قتله علينا يسيراً . أقول قولى هذا واستغفر الله لى وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق